بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فإن المناسبة التي تجمعنا اليوم لا ترقى إليها مناسبة ولا يدانيها حدث، فهل أجل من أن تظللنا اليوم رحمة الله وقد رفعنا القواعد من أحد بيوته وأتممنا عمارته، وهل هناك قربة أسمى وأعظم من أن يقام الذكر تحت سقف بيت جديد من بيوت الله.
لقد أطلقنا على هذا المسجد الذي نتشرف اليوم بافتتاحه اسم الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب، ذلك العلم الكبير والمصلح القدير والمجدد الرائد الذي نسأل الله أن يكون ممن شملهم حديث الرسول القائل "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها"، وإني على يقين من أن هذا المسجـد الذي ينبت من أرض قطر وكأنه قطعة أزلية منها سيكون منبراً للإصلاح والدعوة الخالصة إلى الله عز وجل، بعيداً عن البدع والأهواء بما ينفع الناس في دنياهم مما يواكب روح العصر وبما ينجيهم في أخراهم مما يرضي الله ورسوله تماماً كما كان الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوته.
لقد انتشر النور الذي مشى به الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهـاب رحمه الله في الناس في أنحاء جزيرة العرب فأعادهم إلى الطريق القويم وهداهم إلى المنهج السليم وفق القرآن الكريم والسنة المطهرة وأزال ما اختلط في الأذهان من زيغ وما داخل النفوس من انحراف. وقد كان الإمام بن عبدالوهاب قدوة بما اتسمت به شخصيته كداعية من زهد وتقوى وصبر وبعد نظر ودراية بالواقع وكلها خصال ما أحوج الدعاة اليوم إليها.
لقد كان جدنا المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله وهو العالم بالدين والحاكم في الوقت نفسه، ممن تلقفوا دعوة الشيخ بن عبدالوهاب وتبنوها ونشروها في بلادنا وخارجها في أنحاء العالم الإسلامي، وحمل رحمه الله على عاتقه مسؤولية نشر كتب الدعوة الوهابية وغيرها من الكتب وطباعتها في الهند من أجل التفقيه بدين الله ورسالة نبيه. وما زلنا إلى اليوم نسير على خطى أولئك الأجداد العظام مهتدين بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولن ندخر جهداً من أجل أن نواصل حمل الرسالة ونشر تعاليم الإسلام السمحاء في كل الدنيا. وإننا نرى أن الأمة باتت اليوم بحاجة للتجديد واستلهام عزم وتجربة الدعوة الوهابية بما يواكب العصر وتطوراته.
وإننا إذ نلتقي اليوم لنفتتح هذا المسجد ونطلق عليه اسم الإمام محمد بن عبدالوهاب، إنما نكرم بذلك العلماء الذين ما زالوا يحملون فكره ودعوته، خدمة للإسلام والمسلمين.
أتشرف وإياكم في الختام بافتتاح هذا المسجد وإني أتوسل إليه عز وجل أن يوفقنا حاضراً ومستقبلاً كي يظل هذا المسجد منبراً للنور ومشعلاً للهداية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.