بسم الله الرحمن الرحيم
دولة السيد سيلفيو برلوسكوني، رئيس وزراء الجمهورية الإيطالية،
أصحاب السعادة،
الحضور الكرام،
يطيب لي في مستهل كلمتي هذه أن أعرب عن جزيل الشكر لدولة رئيس وزراء الجمهورية الإيطالية لتلبية دعوتنا لحضور هذا الحفل.
إنه لمن دواعي السرور أن نجتمع اليوم في مدينة فينيسا الجميلة لافتتاح وتدشين الميناء الأدرياتيكي لاستقبال الغاز الطبيعي المسال، والذي يعتبر بحق من المشاريع المتميزة والرائدة في مجال الطاقة.
إن هذا المشروع يمثل رمزاً للتعبير عن الصداقة بين دولتينا وشعبينا، ونموذجاً للتعاون الفني والاقتصادي في مجال الطاقة بين المؤسسات والشركات.
يعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في العالم، كما يعتبر طفرة نوعية في تصنيع موانئ استقبال الغاز الطبيعي المسال من حيث الالتزام الصارم بمتطلبات السلامة التشغيلة والمحافظة على البيئة. والمشروع عبارة عن منصة ضخمة في عرض البحر تبعد أكثر من 40 كيلومتر عن مدينة فينيسيا العريقة، تم تصنيعها في إسبانيا وسحبها بحراً مسافـة 3 آلاف كيلومتر تقريباً ليتم إرساؤها في موقعها الحالي على عمق حوالي 30 متراً في مياه البحر الأدرياتيكي.
إن البندقية مدينة مائية مكونة من عدة جزر كجزيرة نفخ الزجاج وجزيرة النسيج المشبك –الدانتيل–، ونحن اليوم نتيجة تعاوننا نضيف جزيرة جديدة إلى المنطقة وهي جزيرة الطاقة النظيفة.
ويهدف هذا المشروع إلى استقبال 6 ملايين طن في السنة من الغاز الطبيعي المسال وتخزينه وإعادته إلى حالته الغازية وضخه عبر أنبوب غاز بحري إلى شبكة الغاز الإيطالية. وهو يساهم بتأمين حوالي 10% من احتياجات إيطاليا من الغاز الطبيعي كما يمثل هذا الغاز الطبيعي المسال مصدراً جديداً من مصادر تأمين إمدادات الغاز النظيفة إلى إيطاليا ويساهم في تعزيز موارد الطاقة وضمان استقرارها.
دولة الرئيس،
الضيوف الكرام،
بعد حوالي عقدين من الجهد والعمل الدؤوب في تطوير وإنتاج احتياطاتنا الهائلة من الغاز، أصبحت قطر إحدى الدول الرائدة في صناعة الغاز والمصدر والناقل الأول في العالم للغاز الطبيعي المسال. إننا ندرك ما يمليه ذلك علينا من مسؤوليات جسام تجاه الأسواق العالمية للغاز، تقتضي الالتزام التام بتأمين إمدادات الغاز بصورة مستديمة وآمنة. وهذا لا يتطلب منا الاستثمارات الضخمة في عمليات الإنتاج فقط، بل يمتد ليشمل كافة حلقات صناعة الغاز الطبيعي المسال، بما في ذلك البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال في مراكز الاستهلاك، ويعتبر هذا المشروع مثالاً حياً على ذلك، وهو يضاف إلى مشروع "ساوث هوك" في المملكة المتحدة الذي سبق وأن تم افتتاحه قبل فترة وجيزة. كما نأمل مستقبلاً بافتتاح ميناء "جولدن باس" وهو قيد الإنشاء في الولايات المتحدة الأمريكية.
إن البعد الآخر لالتزامنا ومسؤوليتنا في توفير إمدادات الغاز الطبيعي إلى الأسواق العالمية ولاسيما أسواق الدول الصناعية، هو البعد البيئي. إن الغاز الطبيعي يعتبر من مصادر الطاقة الأولية النظيفة ذات الكفاءة العالية مقارنة بالمصادر الأخرى، وهو الاختيار الأول حالياً في محطات توليد الكهرباء المتطورة، نظراً لأهميته في تقليل انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون والحفاظ على البيئة.
لقد شهد اقتصاد العالم خلال العام المنصرم انكماشاً حاداً وانحساراً مشهوداً في النمو، صاحبه انخفاض في معدلات استهلاك الطاقة وأسعارها. ومما لا شك فيه أن ذلك قد انعكس سلباً على كل الدول ومعدلات نموها. وفي حين نرى اليوم بوادر تحسن في الاقتصاد العالمي، وهذا ما يدعو للاعتقاد بأن الأسوأ يمكن أن يكون قد انطوى، فإنني أرغب بالتأكيد هنا أن أياً من مشاريعنا الغازية التي هي قيد الإنشاء لم تتأثر، سواء في عمليات التشييد أم الإنتاج أم بناء الناقلات العملاقة أم مشاريع البنية التحتية في أسواق الاستهلاك. ونحن فخورون بذلك، ونرى أنه جزء من مسؤوليتنا في تأمين إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى كافة أرجاء العالم على أسس تجارية مجدية للمنتج والمستهلك على حد سواء.
وبهذه المناسبة التاريخية فإنني أود أن أتقدم لحكومتكم ولشعب الجمهورية الإيطالية الصديقة بخالص الشكر والتقدير على ما قدمتموه من دعم وجهود مخلصة لإنجاز هذا المشروع الحيوي والهام ليبقى رمزاً للصداقة والتعاون والمصالح المشتركة بين بلدينا وشعبينا. والشكر والتقدير يمتد لقطر للبترول وإكسون موبيل وأديسون ورأس غاز، وإدارة وموظفي الأدرياتيك للغاز المسال مالكة المشروع لدورهم الكبير في هذا النجاح.
أشكركم وأتمنى لكم التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.