بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الأخ القائد معمر القذافي، رئيس الاتحاد الإفريقي،
أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
أود أولاً أن أعرب عن شكري للأخ القائد معمر القذافي على دعوته الكريمة لحضور هذا المؤتمر الهام الذي ينعقد في ظروف بالغة الصعوبة يعاني فيها العالم من أزمة مالية واقتصادية هي الأسوأ في تاريخه.
كما أود أن أعرب عن سعادتي بلقاء الإخوة القادة الأفارقة في حدث كبير كهذا، آملاً لهذه القمة النجاح والتوفيق وتحقيق آمال وطموحات الشعوب الإفريقية.
السيدات والسادة،
يرتبط العالم العربي وإفريقيا بعلاقات وروابط تاريخية وجغرافية وسياسية واقتصادية وثقافية قوية ومتينة، فنصف العالم العربي يقع في إفريقيا، يشكل جزءاً منها وبالتالي يربطه بها وجود وحياة ومستقبل ومصير. ومن هنا يأتي اهتمامنا الشديد بقضايا وهموم القارة الإفريقية، والتزامنا بدعم الأشقاء في إفريقيا، ودعم مسيرة التنمية الإفريقية وتعزيز التضامن والعمل الإفريقي العربي المشترك. وتأكيداً لذلك تبنت الدول العربية قراراً في القمة العربية الحادية والعشرين التي عقدت في الدوحة بشأن التعاون العربي الإفريقي يشير إلى أهمية مواصلة الجهود لإزالة العوائق التي تعترض سبل تفعيل وتطوير التعاون بين الجانبين للوصول إلى مرحلة تعاون حقيقي ومنفعة مشتركة تقوم على تشابك المصالح في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، ليكون تعاوناً يرسي المرتكزات التي تصون العلاقات العربية الإفريقية ويدرأ عنها الأخطار.
ولعلكم تتفقون معي بأنه لكي تتحقق التنمية لا بد من توافر بعض الشروط والمتطلبات، ومن أهمها توافر الأمن والاستقرار بإنهاء الحروب والنزاعات المسلحة، وتوافر الإرادة السياسية، والقضاء على الفساد والجهل والمرض والنهوض بالخدمات التعليمية والصحية وتطبيق النهج الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان.
إن توافر تلك المتطلبات سيؤدي إلى تشجيع الاستثمارات في إفريقيا وزيادة المعونات لها.
السيدات والسادة،
إننا نثمن المواقف الإفريقية المؤيدة للقضايا العربية العادلة في المحافل الدولية، مما يعكس مدى عمق الروابط والوشائج التي تجمع بين الجانبين.
وختاماً، نأمل أن تتمتع شعوب إفريقيا بمستوى المعيشة الذي تطمح إليه والذي يتناسب مع ثراء قارتهم الغنية بالموارد. وعلينا أن نتذكر أن من يستورد خبزه، يصدر إرادته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.