سمو الأمير يشارك في الدورة الـ68 للجمعية العامة
شارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في الجلسة الافتتاحية العامة للدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت اليوم في مقر المنظمة بنيويورك، بمشاركة عدد من أصحاب الفخامة والسعادة رؤساء الدول والحكومات والوفود.
وقد ألقى سموه كلمة أكد فيها أن دولة قطر تحرص دائما على أن تكون طرفا إيجابيا فاعلا ذا دور بناء على المستوى الدولي، عبر علاقاتها السياسية والاقتصادية المتوازنة والمتميزة على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، مشددا سموه على مواصلة تنمية هذا النهج لقيام دولة قطر بمسؤولياتها والتزاماتها على مختلف الصُّعد، وطنيا وإقليميا ودوليا.
وأوضح سموه أن دولة قطر تسعى لأن تكون ساحة للحوار والنقاش بين الأطراف المختلفة في النزاعات، لا أن تكون طرفا في هذه النزاعات. كما تسعى لأن تفتح منابر للحوار الثقافي والإعلامي بين الشعوب. وأشار سموه إلى أن المجتمع الدولي يواجه العديد من الإشكالات المتعلقة بالسلم والأمن والتحديات أمام الجهد المبذول لحل النزاعات بالطرق السلمية، مما يدعو إلى تعزيز قدرة الأمم المتحدة على مواجهة تلك التحديات والإشكالات.
وقال سموه إن المنطقة العربية تزخر بالأحداث والتحولات المتسارعة ذات الطابع التاريخي في أهميته، إذ شهدت المنطقة مؤخرا أحداثا عاصفة ناجمة عن تحرك الشعوب واقتحامها المجال السياسي العام، لافتا إلى أن الجمود بقي من نصيب الصراع العربي الإسرائيلي الذي يأتي في مقدمة القضايا التي تهدد السلم والأمن الدوليين، وذلك في ظل استمرار الاحتلال، والغبن الواقع على الشعب الفلسطيني، والعجز عن التوصل إلى سلام دائم وعادل يستند إلى قرارات الشرعية الدولية.
وشدد سموه على أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والعربية عموما، والممارسات المترتبة على ذلك، وتغيير الواقع السكاني والعمراني فيها، ولا سيما عبر توسيع الاستيطان وتهويد مدينة القدس، والحصار الخانق والجائر لقطاع غزة، وتكثيف الاستيطان في هضبة الجولان السورية المحتلة وتغيير طبيعتها السكانية؛ كلها أمور لا يمكن أن تصبح طبيعية، "وذلك ليس فقط لأنها تشكّل خرقا صارخا للقوانين والمواثيق الدولية، بل أيضا لأن قضية الشعب الفلسطيني قضية عادلة، ولا بد من رفع الظلم التاريخي الواقع عليه".
كما أشار سموه إلى استمرار أعمال التدمير والمجازر المروعة وسياسة الأرض المحروقة والمدن المدمرة التي يمارسها النظام السوري بحق الشعب السوري الشقيق، والتي تجاوزت جميع الخطوط الحمراء التي تفرضها الأخلاق، ويوجبها القانون ولا سيما بعد استخدام النظام السلاح الكيماوي ضد شعبه. وأعرب سموه عن الأسف أن يظل مرتكبو هذه الجرائم والمجازر الوحشية، التي اهتز لها الضمير الإنساني، دون ردع أو مساءلة، مما يفقد آليات حقوق الإنسان والعدالة الدولية مصداقيتها أمام المجتمع الدولي، مشددا على أن الموضوع ليس ملكية سورية للأسلحة الكيميائية، فسورية دولة في صراع مع دولة أخرى تملك السلاح الكيماوي والبيولوجي وحتى النووي، بل الموضوع هو استخدام النظام لها، بل واستخدامها ضد شعبه.